الاثنين، 29 يونيو 2015


كتبت الأخت الفاضلة أم ولاء -حفظها الله- :

      قرأ ابن كثير " فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ"، فجعل الكلمات هي المتلقية آدم.. والباقون برفع (آدم) ونصب (كلمات).  والقراءتان ترجعان إلى معنى لأن آدم إذا تلقى الكلمات فقد تلقته. وقيل : لما كانت الكلمات هي المنقذة لآدم بتوفيق الله تعالى له لقبوله إياها ودعائه بها كانت الكلمات فاعلة. وكأن الأصل على هذه القراءة: فتلقت آدمَ من ربه كلماتٌ لكن لما بعد ما بين المؤنث وفعله حسن حذف علامة التأنيث.

السبت، 27 يونيو 2015

كتاب النبي الأمي وإجازة الشمائل للأخت صاحبة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - .

(*) (*) (*) راسلت المقرأة الأخت "صاحبة الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -" بهذه المشاركة الطيبة ، فجزاها الله خيرا ونفع بها العباد والبلاد :
 السلام عليكم أَصْحَاب شَمائِلْ الْنَبِي
هذا بحمد الله رابط كتاب النبي الأمي
بعد المراجعة النهائية و التعديل

من أراد طباعته و نشره فـ جزاه الله خيرا و جعله ربي برفقة النبي بالجنة
كتاب النبي الأمي http://up.top4top.net/downloadf-top4top_1a2331c7231-pdf.html
الإجازة بالشمائل المحمدية http://up.top4top.net/downloadf-top4top_9c38f3a5061-pdf.html
جعلنا الله جميعا برفقة نبينا ﷺ
ولا تنسوني من دعائكم الطاهر
وجزاكم ربي خيرا يـــآرب

🌿 كُلْ عَآمْ وَ أَنْتُمْ بِخَيْر 🌿

هل تزوج أبو هريرة رضي الله عنه ووُلِدَ لَهُ ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت أ/عُظْمَى - وفقها الله - :
 
قد مرّ معنا في كتاب الصيد في الموطأ، ما جاء في صيد البحر، قال فيه:

***1815- قال مالك، عن نافع؛ أن عبد الرحمن بن أبي هريرة، سأل عبد الله بن عمر، عما لفظ البحر، فنهاه عن أكله.
قال نافع: ثم انقلب عبد الله، فدعا بالمصحف، فقرأ: {أحل لكم صيد البحر وطعامه} [المائدة 5: 96]. قال نافع: فأرسلني عبد الله بن عمر، إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة: إنه لا بأس بأكله.***



عبد الرحمن بن أبي هريرة: هو ابن الصحابي الجليل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه.
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير: عبد الرحمن بن عبد شمس، وهو ابن أبي هريرة الدوسي عن أبيه.اهـ
قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: عبد الرحمن بن عبد شمس، هو ابن أبي هريرة. روى عن أبيه، روى عنه بلال ابنه. سمعت أبي يقول ذلك.اهـ
وقال ابن أبي خيثمة في كتابه التاريخ الكبير: ومِن وَلد أبي هريرة: محرر، وبلال، وعبد الرحمن بني أبي هريرة. ثم أخرج بإسناده عن نافع قال: بينا أنا مع ابن عمر إذ أتاه عبد الرحمن بن أبي هريرة، يَسارّه .اهـ
وترجم له الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأخرج بإسناده عن الإمام مالك الرواية المذكورة فوق.
لم يتزوّج أبو هريرة رضي الله عنه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان منشغلا بالعلم. وتزوج بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم متأخرا، تزوج بسرة بنت غزوان أخت الصحابي عتبة بن غزوان رضي الله عنه. كذا نقل عن سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، والإصابة للحافظ ابن حجر العسقلاني. والله أعلم بالصواب.

من اختلافات نسخ الموطأ 1

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت أ/عُظمَى - وفقها الله - :
 
بالنسبة للحديث الذي مرّ معنا في الموطأ في باب جامع البيوع

2528 - قَالَ مَالِكٌ: وَمِثْلُ ذلِكَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: إِنْ قَدَرْتَ عَلَى غُلاَمِي الْآبِقِ. أَوْ جِئْتَ بِجَمَلِي الشَّارِدِ فَلَكَ كَذَا وَكَذَا. فَهذَا مِنْ بَابِ الْجُعْلِ. وَلَيْسَ مِنْ بَابِ الْإِجَارَةِ. وَلَوْ كَانَ مِنْ بَابِ الْإِكِلَهُ*.

*وجد في نسخة الموطأ برواية يحيى الليثي، تحقيق بشار عواد معروف:
قال: وليس من باب الإجارة، ولو كان من باب الإِجَارَةِ لَمْ يَصْلُح.
*وهكذا في نسخة الموطأ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، وفي الاستذكار لابن عبد البر، وفي المنتقى شرح المؤطا لأبي الوليد الباجي، وتنوير الحوالك شرح موطأ الإمام مالك للسيوطي.

*إلا أن في نسخة رواية أبي مصعب الزهري، تحقيق بشار عواد معروف ومحمود خليل، طبعة مؤسسة الرسالة:
" فَهَذَا مِنْ بَابِ الْجُعْلِ، فلَوْ كَانَ مِنْ بَابِ الأ جَرَةِ لَمْ يَصْلُحْ."

المُحَدِّثَةُ الفَقِيْهَةُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ


بسم الله الرحمن الرحيم.
المُحَدِّثَةُ الفَقِيْهَةُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيَّةُ الْمَدَنِيَّةُ

    هي التابِعِيَّةُ الجَلِيْلَةُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ بن عدس الأنصارية النجارية المدنية الفقيهة المحدّثة. المكثرة عن السيدة عائشة رضي الله عنها.(1)
     قيل: لأبيها صبحة. وجَدُّها سعدُ بن زرارة من كبار الصحابة وهو أخو الصحابي النقيب الكبير أسعد بن زرارة –رضي الله عنهم-.
    تربّت عمرة في حجر أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها وتتلمذت على يدها. وكانت عالمة فقيهة، حُجَّةً كثيرة العلم.
    حدثت عن: عائشة وأم سلمة ورافع بن خديج رضي الله عنهم، وعن أخت لأمها أم هشام بنت حارثة بن النعمان وحبيبة بنت سهل وأم حبيبة حمنة بنت جحش.
    وروى عنها: أخوها محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، وابن أخيها: يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن، ووَلَدُها أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن بن حارثة، وابناه: وحارثة ومالك، وابن أختها: القاضي أبو بكر بن حزم، وابناه: عبد الله ومحمد، ومحمد بن شهاب الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وآخرون.
    رُوي عن ابن شهاب الزهري، أنّه قال له القاسم بن محمد: يا غلام أراك تحرص على طلب العلم، أفلا أدلّك على وعائه؟ قال قلت: بلى.
قال: عليك بِعَمرة، فإنها كانت في حجر عائشة. قال فأتيتها فوجدتها بحراً لا يُنزَف.اهـ
     وفي رواية عنه: "أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ حَدِيثَ عَائِشَةَ فَعَلَيْكَ بِعَمْرَةَ فَإِنَّهَا مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِحَدِيثِهَا، وَكَانَتْ تَحْتَ حِجْرِهَا".(2)
    ووثّقها يحيى بن معين والعجلي، وذكرها علي ابن المديني شيخ الإمام البخاري، وفخّم أمرها وقال: "عمرة أحد الثقات العلماء بعائشة الاثبات فيها".
     وقال ابن حبان:" كانت من أعلم الناس بحديث عائشة".(3)
    وقال الخليفة عمر بن عبد العزيز لأخيها محمد بن عبد الرحمن: "ما بقي أحدٌ أعلم بحديث عائشة من عمرة. وعمر بن عبد العزيز كان يسألها ويستفتيها".(4)
    وقال سفيان بن عيينة: أعلم النّاس بحديث عائشة ثلاثة: القاسم بن أبي بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وعمرة بنت عبد الرحمن.(5)
     توفيت الفقيهة عمرة بنت عبد الرحمن سنة 103هـ ، وهي ابنة سبع وسبعين سنة.(6)

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تهذيب التهذيب: روى عن عائشة -رضي الله عنها- ممن تسمّى عمرة، خمس نسوة أو ستٌ.(7)
وهؤلاء:
1.    عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصارية المدنية أكثرت عن عائشة ثقة. روايتها في الكتب الستة.
2.    عمرة عمة مقاتل ابن حيان روت عن عائشة أيضا ولا يعرف حالها، ووهم من خلطها بالتي قبلها. روايتها في سنن أبي داود.
3.    عمرة والدة أسيد ابن طارق عن عائشة أيضا وعنها ابنها ذكرها الدارقطني. وليست روايتها في الكتب الستة.
4.    عمرة بنت حبان السهمية عن عائشة أيضا، حديثها في مسند الدارمي .
5.    عمرة بنت قيس العدوية عن عائشة، روى عنها جعفر ابن كيسان في صحيح ابن خزيمة .
6.    عمرة الغاضرية أم القلوص عن عائشة، وعنها المتوكل ابن الفضل في الدارقطني .

   ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  1.  ينظر: سير أعلام النبلاء للذهبي: 4/ 507، طبعة مؤسسة الرسالة. وطبقات ابن سعد: 8/ 408. وتاريخ الإسلام، وتهذيب التهذيب.
  2.  ينظر: تاريخ الإسلام للحافظ الذهبي: 2/ 1151، تحقيق بشار عواد معروف.
  3.  ينظر: الثقات لابن حبان: 5/ 288.
  4.  ينظر: تهذيب التهذيب: 12/ 439.
  5.  ينظر: تهذيب التهذيب: 7/ 182.
  6.  ينظر: الكامل في التاريخ، لابن الأثير: 5/ 106. واختلفوا في وفاتها فقيل: توفيت سنة 98هـ وقيل: 106هـ.
  7.  ينظر: تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر: 12/ 439، من اسمها عمرة. وتقريب التهذيب: فصل النساء، حرف العين.

الجمعة، 19 يونيو 2015

ازدهار الدراسات القرآنية في الأندلس


حظيت الدراسات القرآنية باهتمام كبير من علماء الأندلس، إذ كان من الطبيعي والقرآن الكريم هو مصدر التشريع، ومنبع الأحكام أن ينال الكثير من عناية العلماء.

كان لأهل الأندلس مشاركة عظيمة في ازدهار الدراسات الدينية المتعلقة بالقراءات، فقد نَمَتْ هذه العلوم في الأندلس، وظهر قرّاء قديرون استطاعوا أن يقدموا لهذا العلم المهم من علوم القرآن الشيء الكثير، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إنّ أهل الأندلس كان لهم الفضل في إثراء المكتبة الإسلامية بكتب القراءات. فكان علم القراءات من العلوم التي برز فيها الأندلسيون وأحرزوا فيها نتائج رائعة فاقوا غيرهم من علماء الأقطار الإسلامية الأخرى.

وجدير بالذكر أن نشير إلى ما ذكره المقدسي من أنّ قراءة نافع هي القراءة المنتشرة في الأندلس، مما ينم عن غلبتها على ما سواها من القراءات.
وكان الخلفاء والأمراء حريصين على تقريب القراء والإفادة من علمهم في تنشئة أبنائهم وتربيتهم التربية الدينية الصالحة، فالخليفة المستنصر رحب بمقدم العلامة علي ابن محمد الأنطاقي (299ـ377ه‍/911ـ987م) الذي دخل الأندلس سنة (352ه‍/963م) وأفاد الحكم وسواه من عمله.
كما أنّ المنصور بن أبي عامر عيّن العلامة المقرئ أحمد بن علي الربعي (توفي سنة 401ه‍) مؤدباً لابنه عبد الرحمن.

فقد شهد هذا اللون من الدراسات القرآنية نشاطاً باهراً في عصر ملوك الطوائف، ورعت مملكة دانية العلوم القرآنية وتألّق في هذه الفترة كبار علماء القراءات الأندلسيين وكان رائدها شيخ القراء أبا عمرو الداني.
هو أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان القرطبي الداني من بلاط مجاهد العامري أمير دانية (ت 444ه‍/ 1052م)، إمام وقته في الإقراء محدث أديب. رحل إلى المشرق سنة (397ه‍)، وطلب علم القراءات فرأس فيه، وقرأ وسمع الكثير، وعاد إلى الأندلس فتصدّر بالقراءات وألّف فيها. وعرف الداني بنشاطه الجم في تدريس القراءات وتعليمها حتى بين النساء. ويعتبر الداني أحد مفاخر الأندلس ومن يشار إليه بالبنان إذا ما ذكر أقطاب‍ها في علوم القرآن، فقد كان واسع المعرفة بالقراءات، عارفاً بدقائقها بارعاً في فهم أسرارها، يدل على ذلك ما خلفه بعد وفاته من مصنفات وتآليف قيّمة.

والحق أنّ الداني اكتسب منزلة سامية بين علماء عصره ومن أتى بعدهم ونال من الثناء ما هو جدير به، حتى عدّ فريد عصره في القراءات، وأنّه لم يدانِهِ أحد في حفظه وتحقيقه ومعرفته بالقراءات ومعانيها وطرقها، فكان العلماء من بعده عالة على كتبه ومصنفاته.

ومن مؤلفات أبي عمرو: «جامع البيان في القراءات السبع وطرقها المشهورة والغريبة» وهو من أعظم كتبه ويشتمل على نيف وخمسمائة رواية وطريقة، حتى قيل: إنّه جمع فيه كل ما يعلمه في هذا العلم، وله كتاب «إيجاز البيان في قراءة ورش»، وكتاب  «التحديد في معرفة التجويد» و«التمهيد» لاختلاف قراءة نافع عشرين جزءاً، وكتاب «التيسير» في القراءات، و«طبقات القراء وأخبارهم» في أربعة أسفار ذكر فيه المقرئين من الصحابة والتابعين ومن أتى بعدهم إلى عصره على حروف المعجم.
فلم يكن أحد مثل أبي عمرو الداني في عصره إتقاناً للقرآن وإجادة للقراءات، ولا ريب أنّ أبا عمرو بِهذا الجهد العلمي الكبير قد احتل منزلة فريدة ليس في وطنه الأندلس فقط وإنّما خارجها أيضاً، فكان بلا مبالغة فريد عصره في القراءات.

وما من شك أنّ هؤلاء القرّاء لعبوا دوراً هاماً في نشاط علم القراءات وازدهار دراساته، وأسهموا في حركة التأليف في العلوم القرآنية. وإنّ الكثير منهم قد تركز وجودهم في المناطق الشرقية للأندلس وخاصة في إمارة دانية عاصمة مملكة مجاهد العامري.

وكان لبعض النساء مشاركة في ازدهار علم القراءات. تذكر الروايات أنّ العلامة المقرئ عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ (ت 444ه‍/1052م) أقرأ بمدينة المرية إحدى النساء الماهرات في القراءات وتدعى ريحانة فقرأت عليه القرآن بِها، وكانت تقعد خلف ستر فتقرأ، ويشير لها بقضيب بيده إلى المواقف، فأتمت الأحرف السبعة عليه، وطلبته الإجازة فرفض ولكنه كتبها لها فيما بعد.

ومما يدخل في علوم القرآن الكريم علم التفسير، والتفسير هو الشق الثاني من الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وقد حظي هذا العلم باهتمام كبير من علماء الأندلس، فأقبلوا على النظر في كتاب الله ومحاولة تفسيره مع الاستفادة من جهود العلماء الذين سبقوهم في هذا المجال. وأظهر العديد من علماء الأندلس في ميدان التفسير نبوغاً كبيراً.

وينصب اهتمام هذا العلم على توضيح معاني القرآن الكريم وتبيين أسباب نزول بعض سوره وآياته، وشرح الأحكام المتعلقة به، وقد سادت الأندلس مدرسة التفسير بالمأثور التي تعتمد على النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وأقوال العلماء.

فقد قام الأندلسيين بمشاركة طيبة في ميدان التفسير، فنشطوا في ميدان البحث والتأليف حول القرآن الكريم وما يتعلق به من تفسير وأحكام فأخرجوا في ذلك إنتاجاً علمياً قيّماً.

ففي أواخر عصر ملوك لمع نجم العلامة الكبير محمد بن عبد الله بن العربي الإشبيلي، كانت له مشاركة في الفقه والحديث، وكانت له أيضاً مشاركة جيدة في التفسير، فقد صنف كتاب «أنوار الفجر في تفسير القرآن» وقضى في تأليفه عشرين سنة وبلغت أوراقه ثمانين ألف ورقة.

وإنّ بعض هؤلاء العلماء كانوا موسوعيين، فنجد أحدهم بارعاً في العلوم التطبيقية وله مشاركة جيدة في التفسير أو الحديث، ومن هؤلاء: علي بن سليمان الزهراوي من أعلام مملكة غرناطة (ت 431ه‍/1039م) فقد كان عالماً كبيراً في التفسير والقراءات والفرائض عارفاً بعلوم الدين، بالإضافة إلى علم الفلك والرياضيات. وكان إماماً وخطيباً لجامع مدينة غرناطة. صنف في التفسير كتاباً كبيراً قيّماً. وله من التصانيف «المعاملات» على طريق البرهان، و «الزهراوي» في الطب.

ازدهرت الدراسات القرآنية في الأندلس، فكان للأندلسيين مشاركة عظيمة في ازدهار علم القراءات، كما كانت لهم مشاركة طيبة في ميدان التفسير، وإنّ علم التفسير لقي من الأندلسيين عناية كبيرة، وألّفوا فيه مؤلفات ضخمة.


أم شريح المقرئ… الفقيهة الاشبيلية

أم شريح المقرئ… الفقيهة الاشبيلية





في تاريخ نساء الأندلس عالمات جليلات عرفن بسيرتهن المليئة بمجموعة من الأحداث والعبر؛ نساء رائدات عرفن بالهمة العالية، وقوة البصيرة.. وكان لهن نصيب غير محدود في إثراء السجل التاريخي الإسلامي العريق بسلسلة من محاسن الأفعال والأقوال، والرأي الصائب، والتوجيهات النيرة؛ “فالمرأة الأندلسية لم تكن بمعزل عن العلم وعن المعرفة، وإنما طرقت النساء الأندلسيات أبواب المعرفة وتضلعن في العلوم الفقهية والحديثية والفرائض وسائر ألوان المعارف والعلوم[1]، ومن نماذج مشاهير النساء الأندلسيات اللائي ذاع صيتهن في هذا المجال السيدة “أم شريح المقرئ“[2] الفقيهة الجليلة والتي ذكرها ابن الأبار وابن بشكوال وغيرهم..  وهي أخت أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن غلبونا لخولاني بن الحصار..”[3] ” ووالدة شريح بن محمد بن شريح الرعيني الاشبيلي أبو الحسن، مقرئ اشبيلية وخطيبها، محدث أديب مشهور توفي بإشيلية في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، مولده باشبيلية بخمس بقين من ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة”[4]. إلى أن معظم المصادر التاريخية لم تذكر تاريخ ولادتها وهي من أهل اشبيلية[5].
نشأت هذه السيدة في بيئة علمية ذات مكانة اجتماعية كبيرة مكنتها من أن تكون عالمة فقيهة بأمور الدين فكانت شديدة الشغف بالعلم والمعرفة حافظة لكتاب الله.. تلقت مختلف العلوم الشرعية من أكابر وجهابذة العلماء المتفقهين في الدين “فكانت تقرأ القرآن لمن خلف عليها خلف ستر بحرف نافع أخذت عن زوجها أبي عبد الله بن شريح[6]. “وعبد الله بن شريح هذا من اشبيلية وهو محمد بن شريح الرعيني يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة“[7]. وبالإضافة إلى ذلك كانت من بين النساء الرائدات في مجال نشر العلم. حباها الله بصفات مميزة كالصبر، وحسن الخلق، والحكمة والورع، والتقوى، والزهد.. كل هذه الصفات المحمودة جعلتها تحضا بمكانة مرموقة عند الخاصة والعامة ممن عاصروها من مختلف الشرائح الاجتماعية..
وفي ما يتعلق بتاريخ وفاتها؛ فمعظم المصادر التاريخية لم تذكر تاريخ وفاتها..
رحم الله عالمتنا الجليلة وأسكنها الله فسيح جنانه آمين والحمد لله رب العالمين..
———————-
1. نساء من الأندلس تأليف أحمد خليل جمعة ص:18، الطبعة الأولى 1421ه/2001م اليمامة لطباعة والنشر والتوزيع دمشق بيروت.
2. التكملة لكتاب الصلة للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله أبي بكر القضاعي البلنسي ابن الأبار، 4/254، تحقيق الدكتور عبد السلام الهراس دار المعرفة.
3. الذيل والتكملة لكتاب الصلة والموصول لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد المالك الأنصاري الأوسي المراكشي (2/490-489) حققه عن نسخة الأيسكوزيال الدكتور إحسان عباس  نشر وتوزيع دار الثقافة بيروت لبنان.
4. بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس لأحمد بن يحي بن أحمد بن عميرة، ص: 318 دار الكتاب العربي.
5. الذيل والتكملة لكتاب الصلة والموصول لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد المالك الأنصاري الأوسي المراكشي (4/254) حققه عن نسخة الأيسكوزيال الدكتور إحسان عباس  نشر وتوزيع دار الثقافة بيروت لبنان.
6. التكملة لكتاب الصلة للحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله أبي بكر القضاعي البلنسي ابن الأبار، 4/254، تحقيق الدكتور عبد السلام الهراس دار المعرفة.
7. الصلة لابن بشكوال أبي القاسم خلف بن عبد  الملك، (2/353)  الدار المصرية للتأليف.

من إجابات أ/عظمى وأ/سيدة يسرى - حفظهما الله - عن بعض الأسئلة في مصطلح الحديث .

س1 :  ما معني "المغامز"؟ إذا نقول: "ذكر بعض المغامز في "الصحيحين" .أفيدوني أثابكم الله . 
إذا سكتوا على الراوي الذي لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر يعد سكوتهم عنه من باب التوثيق والتعديل، ولا يعد من باب التجريح والتجهيل، ويكون حديثه صحيحا أو حسنا أو لا ينزل عن درجة الحسن إذا سلم من "المغامز"

ج1 أ/عظمى :
إذا سكتوا على الراوي الذي لم يجرح، ولم يأت بمتن منكر يعد سكوتهم عنه من باب التوثيق والتعديل، ولا يعد من باب التجريح والتجهيل، ويكون حديثه صحيحا أو حسنا أو لا ينزل عن درجة الحسن إذا سلم من "المغامز"
يعني يكون حديث الراوي الذي سكت عنه أئمة الجرح والتعديل،  صحيحا أو حسنا، وحديث هذا الراوي المسكوت عنه لا ينزل عن درجة الحسن إذا سلم من العيوب التي هي خوارم الثقة بالراوي.
وهذا المذكور فوق، كلام الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله، وهو من العلماء الذين ذهبوا إلى أن (سكوت أئمة الجرح والتعديل عن راو ما يعد توثيقا وتعديلا لهذا الراوي). ينظر للتفصيل: رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل للدكتور عداب حمش، ومقدمة كتاب الضعفاء للإمام البخاري تحقيق: أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي العينين.

(ذكر بعض المغامز في "الصحيحين" ) كذا ذكر الشيخ ظفر أحمد عثماني التهانوي، في كتابه اعلاء السنن عنوانا، وذكر النقد على الصحيحين.

قال ابن الفارس : "(غمز) الغين والميم والزاء أصلٌ صحيح، وهو كالنَّخْس في الشيء بشيء، ثم يُستعار. من ذلك: غَمَزْتُ الشَّيءَ بيدي غمزاً. ثم يقال: غمزَ، إذا عاب وذَكَر بغير الجميل. والمَغَامز: المعايب. وفي عقل فلانٍ غَمِيزةٌ، كأنَّه يُستضعَف." اهـ. معجم مقاييس اللغة: 394/4، كتاب العين.
المغامز: هي المعايب والمطاعن و النقائص، مفرده المَغمَز
 والله أعلم بالصواب.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
 

 س2  كنت أريد أن أعرف السبب ، لما يخرج البخاري حديث واحد في أكثر من موضع فكل مرة يخرجه من طريق جديد وقد قرأت أن تعدد الطرق تقوي بعضها بعضا, فلماذا يأتي بطريق جديد مع أن الرواة في جميع الطرق كلهم ثقات‎ ، في صحيح البخاري‎ ، ويحتاج طريق إلى تقوية إذا يكون ضعيف أو أقل صحة‎ .‎

ج2 للأستاذة سيدة يسرى : أسباب تكرار الحديث بإسناد مختلفة عند البخاري في صحيحه وجدت الجواب عند ابن حجر  بالتفصيل وهو:
1- رفع الغرابة ، يخرج الحديث عن صحابي ثم يورده عن صحابي آخر والمقصود منه أن يخرج الحديث عن حد الغرابة .

2- إزالة الشبهة عن الرواة ، كأن يخرج أحاديث يرويها بعض الرواة تامة ويرويها بعضهم مختصرة فيوردها كما جاءت ليزيل الشبهة عن ناقليه .
3- بيان اختلاف الرواة ، أن الرواة ربما اختلفت عباراتهم فحدث راو بحديث فيه كلمة تحتمل معنى وحدث به آخر فعبر عن تلك الكلمة بعينها بعبارة أخرى تحتمل معنى آخر فيورده بطرقه إذا صحت على شرطه ويفرد لكل يسير بابا مفردا .

4- دفع الإعلال الحديث ، أحياناً يروي  أحاديث تعارض فيها الوصل والإرسال ورجح عنده الوصل فاعتمده وأورد الإرسال منبها على أنه لا تأثير له عنده في الوصل

5- ومنها أحاديث تعارض فيها الوقف والرفع والحكم فيها كذلك .
6- ومنها أحاديث زاد فيها بعض الرواة رجلا في الإسناد ونقصه بعضهم فيوردها على الوجهين حيث يصح عنده أن الراوي سمعه من شيخ حدثه به عن آخر ثم لقي الآخر فحدثه به فكان يرويه على الوجهين
7- بيان التصريح بالسماع ، ربما أورد حديثا عنعنه راويه فيورده من طريق أخرى مصرحا فيها بالسماع على ما عرف من طريقته في اشتراط ثبوت اللقاء في المعنعن.

ينظر: هدي الساري (1 / 26 ،27) .


الثلاثاء، 16 يونيو 2015

بعض أنواع الكتب المصنفة في الحديث الشريف


المسند: كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي على حدة، من غير النظر إلى الموضوع الذي يتعلق فيه الحديث.[1]
 من أشهر المسانيد:
1-     مسند الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ)، وهو الذي يراد عند إطلاق كلمة مسند، أما في غيره فتقال مقيدة.
2-     مسند الإمام البزار(تـ292هـ)، المسمى بـ البحر الزخار
3-     مسند الإمام الشافعي (ت 204هـ).
4-     مسند أبي داود الطيالسي (204 هـ).
5-     مسند أبي يعلي: أحمد بن علي بن المثني الموصلي (307 هـ).

الجامع: كل كتاب يَجمع فيه مؤلفه جميع الأبواب من العقائد، والعبادات، والمعاملات، والسير، والمناقب، والرِّقاق، والفتن، وأخبار يوم القيامة.
من أشهر الكتب الجوامع:
1-     الجامع الصحيح للإمام البخاري (تـ256هـ)[2]
2-   الجامع الصحيح للإمام مسلم بن الحجاج (تـ261هـ).
3-   الجامع للإمام الترمذي(تـ279هـ)، المشهور بـ سنن الترمذي.
الصحيح: كل كتاب التزم مؤلفه اخراج الأحاديث الصحيحة فيه.
من أهم الكتب الصحاح[3] :
1-   صحيح البخاري
2-   صحيح مسلم
3-   صحيح ابن حبان (تـ354هـ)، "المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع".
4-   صحيح ابن خزيمة(تـ311هـ).
السنن: وهي الكتب المصنفة على أبواب الفقه؛ لتكون مصدرا للفقهاء في استنباط الأحكام، وتختلف عن الجوامع في أنها لا يوجد فيها ما يتعلق بالعقائد، والسير، والمناقب، وما إلى ذلك، بل هي مقصورة على أبواب الفقه وأحاديث الأحكام.
من أشهر كتب السنن:
1-   السنن للإمام أبي داود السجستاني (تـ275هـ).
2-   سنن الإمام أحمد بن شعيب النسائي (تـ303هـ).
3-   سنن الإمام ابن ماجه القزويني (تـ273هـ).
المعجم: كل كتاب جمع فيه مؤلفه الأحاديث مرتبا على أسماء شيوخه، على ترتيب حروف المعجم غالبا. ومن أشهر المعاجم: المعاجم الثلاثة للإمام الطبراني(تـ360هـ).
1-   المعجم الكبير
2-   المعجم الأوسط
3-   المعجم الصغير
الجزء: كل كتاب صغير جُمع فيه مرويات راوٍ واحد من رواة الحديث، أو جُمع فيه ما يتعلق بموضوع واحد على سبيل الاستقصاء. من الأجزاء الحديثية:
1-    جزء "رفع اليدين في الصلاة" للإمام البخاري.
2-    جزء "قيام الليل" للمروزي.
المستدرك: كل كتاب جمع فيه مؤلفه الأحاديث التي استدركها على كتاب آخر، مما فاتته على شرطه. منها:
-         المستدرك على الصحيحين، للحاكم أبي عبد الله النيسابوري.
المستخرج: كل كتاب خرج فيه مؤلفه أحاديث كتاب لغيره من المؤلفين بأسانيد لنفسه، من غير طريق المؤلف الأول، وربما اجتمع معه في شيخه، أو من فوقه. من أشهر المستخرجات:
1-   المستخرج على صحيح البخاري لأبي بكر الإسماعيلي.
2-   "المستخرج على صحيح مسلم" لأبي نعيم الأصبهاني.
المصنَّف: كل كتاب رُتِّب على الأبواب، لكنها تشتمل على الأحاديث الموقوفة والمقطوعة، إضافة إلى الأحاديث المرفوعة. من أشهر المُصَنَّفات:
1-   مصنَّف عبد الرزاق الصنعاني (تـ211هـ).
2-   مصنَّق أبي بكر بن أبي شيبة (تـ235هـ).
الأطراف : كل كتاب ذكر فيه مصنفه طرف كل حديث الذي يدل على بقيته، ثم يذكر أسانيد كل متن من المتون إما مستوعبا، أو مقيدا لها ببعض الكتب.
من أشهر كتب الأطراف:
1-   تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للحافظ أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (تـ 742هـ).
2-   ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث للشيخ عبد الغني النابلسي (تـ1142هـ).
العلل: هي الكتب المشتملة على الأحاديث المعلولة، مع بيان عللها. من أهم كتب العلل:
1-   العلل لابن أبي حاتم الرازي(تـ327هـ).
2-   العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني (تـ385هـ).
3-   العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل (تـ241هـ).

مأخوذ من كتاب "تيسير مصطلح الحديث لـ د.محمود الطحان" مع تغيير وإضافات من كتب أخرى.




[1] - قد اختلفت المناهج في ترتيب المسانيد إلى ما يلي:
·        ترتيب أسماء الصحابة على حروف المعجم، وهذا أسهل تناولا.
·        الترتيب على القبائل بدأ من بني هاشم ثم الأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في النسب ثم من يليهم....
·        الترتيب بحسب السبق إلى الإسلام بدأ بالعشرة المبشرة ثم أهل بدر رضي الله عنهم.
·        وقد يقتصر بعضهم على أحاديث صحابي واحد ،كـ مسند أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه.
·        أو أحاديث جماعة منهم ،كمسند الأربعة، أو العشرة.
·        أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر إلى غير ذلك.

[2] - ذكر الحافظ ابن حجر في هدي الساري (مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري) أن الإمام البخاري قد سمى كتابه: "الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه"، وذكره الحافظ أيضا في (تغليق التعليق) باسم: "الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه".
[3] - قد يطلق (الصحاح الستة) على الكتب الستة الشهيرة ، وهي الصحيحان وجامع الترمذي وسنن أبي داود، وسنن النسائي وسنن ابن ماجه ، وهو اصطلاح غير صحيح ، أو غير جيد ، لأنه يوهم أنها صحيحة .