بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخة
كريمة المروزية رحمها الله
يشتمل هذا المبحث على أربعة مطالب كما
يلي:
·
المطلب
الأول : ترجمتها ، ولادتها ، وفاتها.
·
المطلب
الثاني : شيوخها في العلم والرواية .
·
المطلب
الثالث : عصرها ، الزمن أو الفترة التي عايشتها .
·
المطلب
الرابع : روايات خاصة ، الرواية اليونينية .
المطلب الأول
الشيخة كريمة المروزية: ترجمتها ، ولادتها ، وفاتها.
هي
الشيخة العالمة الفاضلة أم الكرام، كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم[1]
المروزية[2]،
المجاورة بحرم الله.[3]
أطلق
عليها المؤرخون لقب «أم الكرام» لدورها الكبير في خدمة الإسلام وعلومه، جاورت
المسجد الحرام في مكة، ورحلت في طلب العلم مع والدها إلى بيت المقدس، وعاد بها إلى مكة، وعاشت حياتها تحفظ وتروي وتتعلم وتُعلم، وتتلمذ على
يدها كبار الفقهاء في عصرها، ووصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة، وإليها
انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، حيث اشتُهرت برواية صحيح البخاري وإسماعه،
فارتبط اسمها باسم صحيح البخاري، فلا يكاد أحد يترجم لها إلا أشار إلى ذلك.
ولادتها:
لم
أجد في كتب التاريخ وكتب التراجم عن ولادتها، إلا أنه يظهر من تأريخ وفاتها ومن
قولهم بأنه بلغت مائة سنة، أن ولادتها كانت سنة 346هـ والله أعلم بالصواب.
وفاتها
توفيت السيدة كريمة
المروزية بعد أن بلغت المئة من عمرها. قال ابن نقطة: نقلت وفاتها من خط ابن ناصر
سنة خمس وستين وأربعمئة (465هـ). قال الحافظ الذهبي: الصحيح موتها في سنة ثلاث
وستين (463هـ)، وقال عبدالعزيز بن علي الصوفي: سمعت بمكة من مخبر بأن كريمة توفيت
في شهور هذه السنة.[4]
وقال أبوجعفر محمد بن علي
الهمداني: حججت سنة ثلاث وستين فنعيت إلينا كريمة في الطريق، ولم أدركها.
الراجح أنها توفيت بمكة سنة 463هـ.[5]
وقد ماتت بكراً ولم تتزوج أبداً.[6]
******************
[1] - ذكر ابن الجوزي في "المنتظم": كريمة بنت أحمد
بن محمد بن أبي حاتم. ينظر: المنتظم في تأريخ الملوك والأمم: 8/270، دار صادر
بيروت، الطبعة الأولى: 1358هـ
[2] - المروزية: نسبة
إلى مرو الشاهجان، ونسبها الزكلي في الأعلام فقال: المرُّوذية وقال نسبة إلى مرو
الرُّوذ. وهذا خطأ وقد اتفقت كل الكتب على ذكرها (المَرْوَزِيَّة). ينظر للتفصيل:
"صفحات مشرقة من عناية المرأة بصحيح البخاري، رواية وتدريساً" تأليف
الدكتور محمد بن عزوز، في الهامش،ص:124-125، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع،
بيروت-لبنان، الطبعة الأولى: 1423هـ-2002م
[3] - ينظر لترجمة الشيخة: سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي:
18/234-235، تخريج وتحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة-
بيروت، الطبعة التاسعة: 1413هـ-1993م. وينظر: المنتظم في تأريخ الملوك
والأمم:8/270. وكتاب "الكامل في التأريخ" لابن الأثير: 4/299. وكتاب
"العبر في خبر من غبر" للحافظ الذهبي أيضا،3/254، وتأريخ الإسلام ووفيات
المشاهير والأعلام للذهبي: 30/274، تحقيق: د.عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب
العربي بيروت، الطبعة الأولى: 1407هـ-1988م. و"صفحات مشرقة من عناية المرأة
بصحيح البخاري، رواية وتدريساً" تأليف الدكتور محمد بن عزوز،ص:124.
[5] - ينظر: سير أعلام النبلاء: 18/235، الكامل في التأريخ لابن
الأثير:4/299، العبر في خبر من غبر: 3/254، المنتظم في تأريخ الملوك والأمم، لابن
الجوزي: 8/270.