الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

بشرى للجادّات في حفظ القرآن الكريم مُرتَّلًا برواية ورش (برسوم رمزية)

بسم الله الرحمن الرحيم
بشرى للجادّات في حفظ القرآن الكريم مُرتَّلًا برواية ورش (برسوم رمزية)
 قال الله - تعالى - : 
((الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) (البقرة 121) .
وعن سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» ، قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، حَتَّى كَانَ الحَجَّاجُ قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا . رواه البخاري .
تعلن مقرأة الدُّرَّة المُضِيَّة عن بدء حلقة تحفيظ القرآن الكريم برواية ورش عن الإمام نافع المدني ، طريق الشاطبية ، بالتلقين للأخوات فقط .

تفاصيل الحلقة :
1-الحفظ بمنهجية الصحابة - رضي الله عنهم - "تلقينا القرآن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس آيات خمس آيات" .
2-تكرر الشيخة الآيات وتردد الأخوات بعدها حتى يتم حفظ الآيات المقررة .
3-تقوم الأخوات بعد انتهاء الحلقة بالصلاة بما حفظن في الصلوات الخمس والنوافل ؛ لتثبيت الحفظ .
4-تقوم الأخوات بمراجعة كتب التفسير لمعرفة معاني الآيات إذا استطعن إلى ذلك سبيلا .
5-تقوم بالتلقين الشيخة راجية الفردوس - حفظها الله - أستاذة التجويد التي درست أصول رواية ورش عن الشيخ أعنون وغيره .
6-هناك جوائز علمية ومفاجئات للمواظبات .  
الاشتراك الشهري : 100 درهم ، مقدما أو مؤخرا ، التنسيق مع الأخت المعلمة ، والمقرأة لا علاقة لها بالرسوم المدفوعة ولا بالمعلمة ، فقط ننشر الإعلان لمن أرادت الإفادة ، وبالله التوفيق .
مواعيد الحلقة :
بعد اشتراك عدد 3 طالبات على الأقل ستكون المواعيد بإذن الله يوميًا إلا السبت والأحد .
 للاشتراك (للأخوات الجادَّات فقط) أضيفي سكايب fardoos61 وتواصلي مع الشيخة راجية الفردوس مباشرة
 صفحة المقرأة على الفيس بوك :  https://www.facebook.com/Addorrh
 تقبل الله منا ومنكن ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

الاثنين، 9 نوفمبر 2015

الوفاء - مقتطفات من خطبة إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب -حفظه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم.
*** الوفاء ***
الوفاءُ صفةٌ نبيلةٌ وخُلُقٌ كريم، يجمُلُ بكل أحدٍ أن يتحلَّى به، فهو الإخلاصُ الذي لا غدرَ فيه ولا خِيانَة، وهو البذلُ والعطاءُ بلا حُدود. والجمالُ أن نعيشَ هذه السجِيَّةَ بكل جوارِحِنا، وبكل ما نملِكُ من صدقٍ لا زيفَ فيه ولا نفاق، والصداقاتُ التي يَرعاها الوفاء هي الصداقةُ الحقَّة، تذكُّرٌ للوُد، ومُحافظةٌ على العَهد.
الوفاءُ ديانةٌ ومروءة، وهو من شِيَم الكرام، ومجمَعُ الأخلاق الفاضِلة، فالتقوى والوفاء، والصدقُ والكرمُ والمُروءَة صفاتٌ مُتلازِمة، تزيدُ نورَ الوجه، وترفعُ الذِّكر، وتُعظِمُ الأجر، وتُسعِدُ الحقَّ.
والوفاءُ الحقُّ لا يأتي إلا من قلبٍ طاهرٍ تدفعُه النيَّةُ الطيبةُ.
وهو صفةٌ من صفاتِ الله تعالى، (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ) [التوبة: 111].
والوفاءُ من صفةِ الأنبياء، (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) [النجم: 37]، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا) [مريم: 54].
الوفاءُ من سِمات الإيمان، قال الله - عز وجل -: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا) [البقرة: 177].
وهو من صفات المُتقين، ومن أعظم أسباب تحصيل التقوَى:
قال - سبحانه -: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 76].
وسبيلٌ إلى أعلى الدرجات، (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح: 10].
وفي مدحِ المُؤمنين: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) [الرعد: 20].
والآياتُ التي تتحدَّثُ عن الوفاءِ تربُو على عشرين آية، وجميعُ الآيات التي وردَ فيها لفظُ (العهد) و(الميثاق) تدلُّ على ذلك.
وأعظمُ الوفاء: هو الوفاءُ بحقِّ الله تعالى، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) [البقرة: 40]، (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) [الأنعام: 152].
قال ابن جريرٍ - رحمه الله -: "وعهدُه إياهم أنهم إذا فعلُوا ذلك أدخلَهم الجنة". اهـ.
والوالِدان أحقُّ الناس بالوفاء، خاصَّةً مع الحاجة وكِبَر السنِّ، (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23، 24].
وفي التعامُل مع الخلق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) [المائدة: 1].
وفي الحياة الأُسريَّة يجبُ أن يكون الوفاءُ حاضرًا في كل الأحوال، فأكبرُ عهدٍ بين إنسانَين هو ميثاقُ الزواج، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحقُّ ما أوفيتُم من الشروط: أن تُوفُوا به: ما استحللتُم به الفُروج»؛ رواه البخاري.
والله تعالى يقول: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا) [النساء: 21]، ويقول - سبحانه -: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237].
------خلُق الوَفاء من خلال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ------
       إنّ من أخلاقِ النبي صلى الله عليه وسلم العزيمةِ، وشمائله الكريمة التي نقلَها عنه أصحابُه: خُلُق الوفاء.
والوفاءُ بمعناه الواسِع: القيامُ بالحقوق، وجزاءُ الإحسان، ورعايةُ الوُد، وحِفظُ العهد.
وقد بلغَ في ذلك كلِّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المبلغَ الأعظم، فما وراءَه غاية، ولا مِثلُه أحد.
خُلُقُه - صلى الله عليه وسلم - الوفاء،

الوفاءُ لربّه سبحانه:
  • وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أعبَدَ الناس، وفَّى لربِّه مقامات العبودية، كما وفَّى إبراهيم - عليه السلام -، فقال الله فيه: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى) [النجم: 37].
  • كان - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((واللهِ إني لأتقاكُم لله وأخشاكُم له.))
  • كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلَّى، قام حتى تفطَّر رِجلاه. قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: يا رسولَ الله! أتصنعُ هذا وقد غُفر لك ما تقدَّم من ذنبِك وما تأخَّر؟! فقال: «يا عائشة! أفلا أكون عبدًا شكُورًا؟!»؛ رواه مسلم، وهو في "الصحيحين" عن المُغيرة - رضي الله عنه -.
  • وكان يستغفرُ اللهَ ويتوبُ إليه في اليوم مائةَ مرَّة.

الوفاء للوالدين:
  • قيامُ الإنسان بحقوق والدَيه، وإحسانُه إليهما، وبرُّه بهما كما ربَّياه صغيرًا من أعظم الوفاء، ويعظُمُ هذا حالَ كِبَرهما وضعفهما، أما بعد موتهما فالدعاءُ لهما والصدقةُ عليهما.
  • وخُلُق النبي - صلى الله عليه وسلم - الوفاء؛ روى مسلمٌ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: زارَ النبي - صلى الله عليه وسلم - قبرَ أمِّه فبكَى وأبكَى من حولَه، فقال: ((استأذنتُ ربي في أن أستغفِر لها، فلم يُؤذَن لي، واستأذنتُه في أن أزورَ قبرَها، فأذِنَ لي، فزُوروا القبور؛ فإنها تُذكِّرُ الموت)).

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب:
   خُلُقه - صلى الله عليه وسلم - الوفاء؛ في "الصحيحين": أن العباسَ بن عبد المُطلب - رضي الله عنه - قال: يا رسولَ الله! هل نفعتَ أبا طالبٍ بشيءٍ، فإنه كان يحُوطُك ويغضبُ لك؟! قال: ((نعم، هو في ضَحضاحٍ من نار، لولا أنا لكان في الدَّرك الأسفَل من النار)).
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجاته:
  • خُلُق النبي - صلى الله عليه وسلم - الوفاء، الوفاءُ لزوجاته، وخيرُ الناس خيرُهم لأهله. قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - ما غِرتُ على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ ذِكرَها، وربما ذبحَ الشاةَ ثم يقطعُها أعضاءً، ثم يبعثُها في صدائِق خديجة
  • فربما قلتُ له: كأنه لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة! فيقول: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد))، ويقول: ((إني رُزِقتُ حُبَّها)).
  • وفي "الصحيحين": عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: استأذنَت هالةُ بن خُويلِد - أخت خديجة - على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرفَ استئذانَ خديجة، فارتاحَ لذلك. وفي روايةٍ: فارتاعَ لذلك، فقال: ((اللهم هالَة!)).
  • وفي يوم بدرٍ أُسِر العاصُ بن الربيع فيمن أُسِر، وبعثَ أهلُ مكة كلٌّ في فداءِ أسيرِه، فبعثَت زينبُ بنتُ الرسولِ بمالٍ وقلادةٍ تفدِي زوجَها، وكانت هذه القِلادةُ هديةَ خديجة لزينبَ يوم زواجها، فلما رآها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - رقَّ رِقَّةً شديدةً، وتذكَّر أيامَه الأولى. فانبعَثَ الحَنينُ في فُؤادِه، وقال: ((إن رأيتُم أن تُطلِقوا لها أسيرَها، وتردُّوا عليها الذي لها، فافعلُوا!))، فقالوا: نعم، يا رسول الله.

الوفاء مع الأصهار والأرحام:
  • خُلُقُه - عليه الصلاة والسلام - الوفاءُ مع الأصهار والأرحام؛ أوصَى بأهل مِصر خيرًا، وقال - كما ثبتَ في "صحيح مسلم" عن أبي ذرٍّ - رضي الله عنه -: ((إنكم ستفتَحون مصر، فإذا فتحتُموها فأحسِنوا إلى أهلِها، فإن لهم ذمَّةً ورحِمًا)). أو قال: ((ذِمَّةً وصِهرًا)).
  • خُلُقُه - صلى الله عليه وسلم - الوفاء؛ بعد قتالِه لهوازِن، أُسِر من أُسِر من نسائِهم، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُسترضَعًا فيهم، فجاءَه وفدُ هوازِن، وقالوا: إنما في الأَسر يا رسول الله حواضِنُك وخالاتُك، فامنُن علينا. فأطلقَ لهم ستَّة آلاف صبيٍّ وامرأة.
  • وقدِمَت عليه الشيماء - أختُه من الرَّضاعة - فبسطَ لها رداءَه وأجلسَها معه، ثم أعطاها ما أعطاها.

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
  • خُلُقُه - صلى الله عليه وسلم - الوفاء، الوفاءُ لأصحابِه، نوَّه بفضلِهم، ونهَى عن سبِّهم، ورفعَ قدرَهم وأعلى شأنَهم، وخصَّ الصدِّيقَ من بينهم؛ إذ كان صاحبَه في الغار.
  • قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: كنتُ جالِسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبلَ أبو بكرٍ آخِذًا بطرف ثوبِه حتى أبدَى عن رُكبتِه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أما صاحبُكم فقد غامَرَ))، فسلَّم وقال: إني كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيءٌ فأسرعتُ إليه، ثم ندِمتُ، فسألتُه أن يغفِرَ لي فأبَى عليَّ، فأقبلتُ إليك. فقال: ((يغفِرُ الله لك يا أبا بكر، يغفِرُ الله لك يا أبا بكر، يغفِرُ الله لك يا أبا بكر (ثلاثًا)).

      ثم إن عُمر ندِمَ فأتى منزل أبي بكرٍ، فقال: أثَمَّ أبو بكر؟! فقالوا: لا، فأتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فسلَّم، فجعلَ وجهُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمعَّر، حتى أشفقَ أبو بكرٍ فجثَا على رُكبتَيه، فقال: يا رسولَ الله! واللهِ أنا كنتُ أظلَم، واللهِ أنا كنتُ أظلَم (مرتين).
     فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله بعثَني إليكم، فقلتُم: كذبتَ، وقال أبو بكرٍ: صدقَ، وواساني بنفسِه ومالِه، فهل أنتُم تارِكوا لي صاحبي؟! فهل أنتُم تارِكوا لي صاحبي؟! (مرتين)». قال أبو الدرداء: فما أُوذِيَ أبو بكرٍ بعدها.
  • وفي مرضِه - صلى الله عليه وسلم - الذي ماتَ فيه، قعدَ على المِنبَر وهو عاصِبٌ رأسَه بخِرقَة، فحمِد الله وأثنَى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحدٌ أمنَّ عليَّ في نفسه ومالِه من أبي بكر بن أبي قُحافَة، ولو كنتُ مُتَّخِذًا من الناس خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ولكن خُلَّة الإسلام أفضَل، سُدُّوا عني كلَّ خوخَةٍ في هذا المسجِد غيرَ خوخَة أبي بكرٍ». والخَوخَةُ هي البابُ الصغيرُ ونحوُه.

      قال العلماء: "وفي هذا تنبيهٌ إلى خلافته من بعده، فأبقَى له مدخلاً إلى المسجِد؛ لأنه سيكونُ الخليفةَ والإمام".
وفاء النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار:
  • ويوم حُنين قسمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الغنائِم، ولم يُعطِ الأنصارَ شيئًا، فكأنَّهم وجدوا في أنفسهم شيئًا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أوَجَدتم في أنفسِكم يا معشرَ الأنصار في لُعاعَةٍ من الدنيا تألَّفتُ بها قومًا ليُسلِموا، ووكَلتُكم إلى إسلامكم؟! أفلا ترضَون يا معشر الأنصار أن يذهبَ الناسُ بالشاة والبَعير وترجِعون برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في رِحالكم؟! فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه؛ لولا الهِجرةُ لكنتُ امرأً من الأنصار، ولو سلكَ الناسُ شِعبًا وسلكَت الأنصارُ شِعبًا، لسلكتُ شِعبَ الأنصار، اللهم ارحَم الأنصار، وأبناءَ الأنصار، وأبناءَ أبناءِ الأنصار».

    فبكَى القوم حتى أخضَلُوا لِحاهم، وقالوا: "رضِينا برسولِ الله قسَمًا وحظًّا"؛ رواه أحمد، وأصلُه في "الصحيحين".

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمّته:
  • كان خُلُقُه - صلى الله عليه وسلم - الوفاء، الوفاءُ أمَّته، بلَّغهم البلاغَ المُبين، وتركَهم على المحجَّة الواضِحة، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].
  • كان يترُك الكثيرَ من العمل خوفَ المشقَّة عليهم، «لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهم ..»، ولفعلتُ ولفعلتُ.
  • روى مسلمٌ عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا قولَ الله - عز وجل - في إبراهيم: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ..) الآية [إبراهيم: 36]، وقال عيسى - عليه السلام -: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة: 118] ، فرفعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَيه وقال: «اللهم أمَّتي أمَّتي»، وبكَى.

      فقال الله - عز وجل -: ((يا جبريل! اذهَب إلى محمد، فقُل: إنا سنُرضِيكَ في أمَّتك ولا نسوؤُك.))

    فصلواتُ الله وسلامُه على رسولِه الكريم، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].

من الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
وإن من الوفاءِ لمن أخرجَنا الله به من الظُّلُمات إلى النور، وهدانا به وأرشدَنا: كثرةُ الصلاة والسلام على رسولِ الله.

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميدٌ مجيد.
***********
*مع حذف وتغيير قليل، نقلا من خطبة الشيخ صالح آل طالب -حفظه الله- إمام وخطيب مسجد الحرام، ألقاها في المسجد الحرام.





الاثنين، 2 نوفمبر 2015

عدد مرويات أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- للحديث الشريف.

بسم الله الرحمن الرحيم.

جدول عدد الأحاديث رويت عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن
1.    
أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة رضي الله عنها
2210
2.    
أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها
378
3.    
أم المؤمنين السيدة أم حبيبة رضي الله عنها
65
4.    
أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها
60
5.    
أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها
13
6.    
أم المؤمنين السيدة زينب بنت حجش رضي الله عنها
11
7.    
أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها
10
8.    
أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضي الله عنها
7
9.    
أم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة رضي الله عنها
5


   *وضعت هذا الجدول حسب ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه "سير أعلام النبلاء"، ثم وجدت جدولا آخر في "الدرة اللطيفة في الأنساب الشريفة" تأليف أبي معاذ السيد بن أحمد بن إبراهيم، قد ذكر من أربعة مراجع فأحببت أضعه هنا للفائدة، وها هو الجدول (صورة صفحة) من كتابه:



السبت، 17 أكتوبر 2015

تفريغ توجيه أصول ورش تعليقًا على طلائع البشر في دورة خلاصة ورش - كتبته الأخت أفنان زياد جزاها الله خيرا



بسم الله الرحمن الرحيم

توجيه الأصول:

الاستعاذة:
-لا خلاف بين حفص وورش . و الهدف من الاستعاذة هو التحصن و طلب العصمة و الامتناع لله سبحانه و تعالى من نزغات الشيطان , لقوله تعالى : ( و قل رب أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون).و لقوله تعالى : (فإذا قرأت القران فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ).
أي إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
-و يصح أن نقول :
.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
. أعوذ باله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه و نفخه و نفثه .
و همز الشيطان هو الصرع , و نفخه الكبر,و نفثه السحر و العياذ بالله .
أهم شيء هو أن نتقيدَ بما ثبتَ عن النبي صلى الله عليه و سلم من كل هذه الألفاظ . كما وتقدم معنا الخلاف بين طريق الشاطبية و طريق التيسير في هذا الأمر. و كل هذه الوجوه صحيحة .

توجيه البسملة.
قد علمنا أن ورشاً يخالف حفصاً في أنه يقرأ وصلاً بغير بسملة و يسكت أيضا بغير بسملة ,و كان الأصل في البسملة أنها نزلت لتفصل بين السورتين , كما في حديث سعيد بن جبير أنه قال :كان عليه الصلاة و السلام لا يعلم القراءة في السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم , و هذا ما رواه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه و الحاكم و غيرهما , وهو ثابت عن ابن عباس لأن سعيد بن جبير هو تلميذ ابن عباس , فيقرأها كذالك عن ابن عباس  و هو صحيح على شرط البخاري و مسلم , و البسملة ثابته في رسم المصحف و أيضا روي عن عائشةرضي الله عنها أنها قالت : (اقرؤا ما في المصحف  ), اذاًالبسملة موجودة في المصحف, اذاً يجب أن نقرأها .
و نجد المذهب الشافعي يقول البسملة آيه في كل سورة من القرآن إلا التوبة ذالك أنها لم تكتب في أولها , وأما الإمام مالك - رحمه الله - قال ان البسملة ليست آيه , لو قُرأًت في النافلة على المذهب المالكي لا مانع .أما في الفريضة لا تقرأ , بثبوت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكبر ثم يقرأ الحمد لله رب العالمين , فالمالكية عندهم في الفريضة لا تقرأ البسمله , إنما يجوز  أن تقرأ في النافله . بالنسبه للإمام أحمد و الإمام أبو حنيفه قالوا البسمله آيه من الفاتحه و ليست آيه من باقي السور , لذالك يقولون تقرأ ولو سراً,  و لذالك  المذهب الحنبلي يقول يجب أن يسر بها فإذا جهر بها فهو بدعة. 
و كذالك ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه  جهر بها  روى هذا بعض الصحابة كأبي هريرة .

الوصل :
الوصل من غير بسملة لبيان ما في نهاية السورة من إعراب و بناء , إذاكان الآخر مفتوحاًأو منصوباً, مرفوعاً أو مضموماً أو مجروراً أو  مكسوراً أو  ساكناً. و ما في أول السورة التالية من همزات قطع أو الوصل .

توجيه الأربع الزهر:
.بين المدثر و القيامة.
. و بين الانفطار و المطففين.
.و بين الفجر و البلد
. وبين العصر و الهمزة
فذالك لبشاعة الوصل و يختل المعنى عند الوصل .

السكت :
أنه لما ابتدأ بالبسملة في السورة  ثم وصل السورة بالسورة الأخرى أراد أن يبين بالسكت بينهما أن الأُولى تمت أنه ابتدأ بالثانيه و أن البسمله ليست بآيه من كل سورة . و هذا هو الهدف من السكت

الوصل :
الوصل يبين المعنى, و ذالك لما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم و رواه أبو داود و النسائي و غيرهما و الحديث صحيح ( أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فتشهد , كانا رجلين , فتشهد أحدهما و قال من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصهما,فأوقف على ( و من يعصهما ) , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت . السبب هو  أنه وقف في موقف لا يصح أن يقف فيه ,عند الوقف  على المتصل يقلب المعنى , فيفهم السامع أن من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصهما أيضاً فقد رشد ,و هذا غير صحيح .
إنما المقصود من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصهما فقد غوى.و هذه تنفعنا أيضا بالوقف و الابتداء( من جاء بالحسنة فله خير منها و من جاء بالسيئة , فيفهم السماع أن من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها و من جاء بالسيئة فله عشرأمثالها.
و هذه قاعدة إذا وجدنا جملتين الثانية منهما جملة شرط إما أن نصل الجملتين أو نفصل الجملتين لأن الوقف على نصف الثانيه يفهم السامع أن جواب شرط الثانية مفهوم من جواب شرط الأولى. هذه  عمدة في الوقف و الابتداء .
هناك رواية أيضا في صحيح مسلم أن رجلاً قال : (من يطع الله و رسوله فقد رشد و من يعصمهما فقد غوى, فعاتبه النبي صلى الله عليه وسلم و قال بئس الخطيب أنت , و السبب في  هذا أنه كما قال العلماء أو قال الامام النووي في شرحه أن هذا مقام خطبه, فعوتب الرجل في ذالك لأنه جمع بين الله و رسوله صل الله عليه وسلم في ضمير واحد , كان الأولى أن يقول و من يعص الله و رسوله.

يرد على  ذالك قوله صل الله عليه و سلم ( ثلاثةٌ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ), و قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم بين الله و بين رسوله في ضمير واحد, لكن العلماء أجابوا على ذالك فقالوا أن هذا مقام جوامع الكلم, مقام حديث , و ليس مقام  خطبة,فالحديث فيه اختصار كما قال صلى الله عليه و سلم:(اختصر إلي الكلام اختصاراً, و أوتيت جوامع الكلم ), وقال : ( أوتيت القرآن و مثله معه ) , إذاً هذا مقام اختصار .
أما في مقام الخطبة كان النبي صلى الله عليه و سلم يشرح في الكلام , من أجل ذالك كان الرجل يخطب فكان الأولى في الخطبة أن يقول و من يعص الله و رسوله.
و أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما فهذا مقام حديث و ليس مقام خطبة , مقام الخطبة يحتاج إلى البسط و الإيضاح, و اجتناب الإشارة.

توجيه باب الإدغام :

الادغام هو إدخال شيئ في شيئ , ويقابله الإظهار و هو الإبانه.
ما وجه الإدغام ؟
الإدغام تخفيفاً, و قيل لأن اللسان إذا لفظ بالحرف من مخرجه ثم عاد مرةأخرى إلى المخرج بعينه ليلفظ بحرفٍ آخر مثله صعب ذالك ,فقالوا الإدغام تخفيفاً, و أماالإظهار فقالوا لأن فيه إتيان كل حرف حقه من إعرابه و حركته التي يستحقها ,و هذا هو الأصل , فقالوا الإظهار من أجل أن تأتي بكل حرف بحقه و مستحقه و كذالك لتبين الأصل .

توجيه هاء الكناية:

عندما نقرأ لورش  , إذا قرأنا بالقصر (يعني كسرة فقط أو ضمة فقط ) ,للتخفيف , لأن حرف الصله غير ثابت في الخط, يعني في رسم مصحف الإمام حرف الصله سواءً كان واواً أو ياءً لا يثبت  فيه رسم المصحف رسماً فهو نائب , حذف من اللفظ أيضاً تبعاً للخط .

توجيه الإسكان :

1- قالوا تشبيهاً له ( بهاء الكناية )بألف الضمير و واوه و ياءه فأُسكنت .
2- أو استثقلت ذاتها فأسكنت , ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم )أصلها البناء على الضم , كما في قوله (لهُ , منهُ, عنهُ) , فلا تكسر إلا للمجاورة , لمجاورتها كسراً, أو ياءًسكنت.


هاء الصله:

أن الهاء حرف خفي فيقوَى بالصله بحرف من جنس حركته ,ما هو جنس الضم (أي الواو المديه), و بهذا نفعل بالصله , فإن قيل لم لم تفعل هذه الصله بالهاء التي في نفس الكلمه نحو : ( ما نفقه كثيراً), قالوا لأن الصله في ذالك قد توهم تثنية أو جمعا,لأن هذه هاء أصليه فَقِهَ , يَفْقَهُ,انْتَهَى , يَنْتَهِي.فهذه هاء أصليه,
الله-هاء أصليه , و ليست  هاء  كنايه و لا هاء ضمير .
و هناك قول آخر في الصله وهو أن هاء الضمير  اسم على حرف واحد فناسب أن يقوى بالصله .

المد و القصر :
فوجه المد الاستعانة على النطق بالهمز محققاً , خوفاً على حرف المد من السقوط ,عند الإسراع لخفاءه,و صعوبة الهمزه بعدهشديده , حرف المد ليظهر, لئلا يزداد بملاصقته الهمز خفاء, لأن الهمز حرف قوي شديد لذالك يقول علماؤنا:( كل حرف إن يسكن يخف إلا الهمز إن يسكن يثقل). و لأجل ذالك مُد , ولذالك ورش له في المد المنفصل و المتصل ست حركات إشباع .
   إذا كان يقرأالبدل بالقصر أو بالتوسط أو الإشباع وجه القصر لماذا ؟وجه القصر فيما عدا اللازم و المتصل , قيل هو الأصل , ورش له القصر و التوسط و الإشباع في مد البدل فقط, لأن المتصل و المنفصل لا يقل عن ست حركات , لأن الهمز لما كان بصدد الزوال في الوصل لم يعط حكما في الوقف كذالك في المنفصل .
,طبعاًالمد اللازم أُجمعَ على إشباعه, والسبب في هذا هو عدم انفكاك السكون الأصليه عن حرف المد , وصلاً و وقفاً لذالك قال ابن الجزري: ( و أشبع المدَ لساكن لزم ), و القصر مد وجود  حرف الهمز بعد حرف المد, هو في البدل قبله, السبب هو وجود الهمزة بعد حرف المد , مثل البدل ,ووجه من وسطه بالنظر إلى وجود حرف المد  و البدل في كلمة واحدة ,و لم ينظر إلى تقدمه أو تأخره, أيضاً من باب الزيادة في الإيضاح و البيان .
اللين المهموز :
اللين المهموز فيه توسط و إشباع عند ورش , ( شيئ, هيئه,سوء) , السبب هو لمراعاة اتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة .
و كذالك بالنسبه ل ( موئله)( موءوده ),استثناء , لماذا لم نمد مع تحقيق القاعده؟ لأن الأصل في موئله -وَأَلَ,وَأَدَ
إذن الأصل متحرك,و موئله و موءوده, هذا السكون في الهمز عارض و ليس أصلياً. إنا الأصل وَأَدَ ,وَأَلَ.
هذا الذي يبين لنا أيضا سبب الخلاف  في ( سَوْءَاتْ),  لأن ( سَوْءات جمع سَوْءَه أو سَوَءَه),0 كما نقول تمرة , تمرات ), , إذا نظرنا إلى اصل سوءات أنه إسكان  جمع سَوْءه ففيه  توسط اللين المهموز وإذا قلنا أن الأصل سَوَءَه,متحرك فالمتحرك لا يمد. و هذا السكون عارض , وبالتالي لا يكون في (سَوءات ) إلا القصر. كما قال الإمام الشاطبي :
( و في واو سوءات خلاف لورشهم .)


باب الهمزتين من كلمه:
عندما نستفهم بهمزتين استفهام , همزة واحده للإخبار , لماذا نسهل؟  للتخفيف ,لأن الهمزه حرف شديد قوي و النطق به ثقيل فنخفف بالتسهيل . هذا للتسهيل و لماذا نبدل؟ أولاً هو لغه من لغات العرب كما أن التسهيل أيضاً لغة,و ايضاً الإبدال نوعا من أنواع التخفيف لأنه قد حال بين الهمزتين, بحائل (ءأنذرتهم )همزتان  محققتان ثقيلتان , فنجعل الهمزه الأولى محققه كما هي و نبدل الثانيه لنخفف النطق بالهمزة الثانيه , انما الحيلوله التي يفعلها قالون , يدخل ألفاً بين الألفين ثم يسهل الهمزة الثانيه , إنما بالنسبة لورش عندما يبدل الاشباع اذا دخل على ساكن فهو من قبيل المد اللازم , و يبدل مع القصر إذا دخل على متحرك , كما في كلمة   ( ءألد- في سورة هود -,ءامنتم - في سورة الملك ) , و السبب أنه دخل على متحرك فهو من قبيل المد الطبيعي.
الهمزتين من كلمتين :
عندما نقول إن ورشاًيسهل في الهمزتين المضمومتين و المكسورتين .التسهيل من اجل التخفيف و الابدال  عندما يبدل مع الاشباع اذا دخل على متحرك مثال : (جاءامرنا , جاءاحد ).دخل على ساكن من قبل المد اللازم و دخل على متحرك من قبيل المد الطبيعي. و كل هذه لغات ثابته عند العرب , و أيضا من باب التخفيف و هو جمع بين اللغات .

باب الهمز المفرد:
عندمايبدل ورشا فاء الكلمه ,مثل يؤمنون - يومنون,قالوا لأنه مبتدأ به.فاء الفعل مبتدأ بها , فأصل ورش يقول تنقل حركة الهمز المبتدء بها كما يأتي .( من ءامن - منَ امن ),قاعدة النقل عند ورش ننقل حركة الهمز إلى الساكن قبله و هذا الهمز يكون في أول الكلمة,ينقل الهمز الموجود أول الكلمه و لام التعريف ,زائدتان و الأصل هو الهمز ,الأرض , الألف و اللام زائدتان  , والأصل هو أرض , أو الألف فقط الزائدة يتوصل من خلالها بالنطق بالساكن وهو اللام .إذن هي أصلهاأرض نقلنا حركة الهمز , هذه قاعدة ورش , والنقل يكون بالهمز , نقل حركة الهمز من أول الكلمه ,لذالك لا يقول مثلاً (ملُ الأرض )لذلك لا يقول ورش ملُ الارض , لأن (ملئ ) هي داخل الكلمه , و إلا لنقل أيضاً ( يسئلونك ),ليس له هذا .إذا قاعدة النقل هي نقل الهمزة في اول الكلمة , وبناءً على هذه القاعدة  ,أجرى هذه القاعدة في التغيير . بدل ما يقول يؤمنون - نقل فأصبحت يومنون , أبدل الهمز في يومنون , لأنه نقل حركة الهمز للساكن قبله , كما في ( من ءامن , يؤمنون ) , أصبحت من َامن ,, أصبحت يومنون ,و قالوا أنه كما وجب إبدالها في من ءامن , ءاتى , أبدلها هنا طرداً.
وقيل أن ابدال الهمز مطلقاً لورش و لغيره فاء فعل أو غيرها يراد به التخفيف , لأن التحقيق فيه ثقل , فخففت بالإبدال , فالتخفيف هو لغة أهل الحجاز.

النقل :
وهي نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها,العلة أيضاًهي التخفيف , وأما ( كتابيه إني ), فيها خلاف , قالوا لا نعمل بقاعدة النقل لأن هذه هاء سكت , لأن الأصل في هاء السكت الإسكان  فلا يجوز تحريكها .
- لا تثبت إلا في آخر الكلمة في الوقف , فإن ثبتت هنا حال النقل فهو مخالفة للأصل, لأن الأصل في هاء الكناية هو الإسكان .فقد أجريت في الوصل مجرى الوقف حال ثبوتها,
-أنها رأس آيه (كتابيهْ ,ماليهْ , حسابيه, سلطانيه ) , هذا يسير مع الفاصله , و الأولى الإسكان,فقد أُجريت في الوصل مجرى الوقف حال ثبوتها .
- أنها رأس آيه (كتابيهْ , ماليهْ , حسابيهْ ,سلطانيهْ )هذا يسير مع الفاصلة, و الأولى الإسكان , لذالك قال ابن الجزري - رحمه الله -إلا ها كتابيه أسد . الأسد هو ألا تنقل, الأصح هو ترك النقل.


باب السكت على الساكن وغيره :
- لورش ليس له سكت إلا ما بين السورتين ,و أيضاً ما بين الأنفال و التوبة هو مثل كل القراء ,  السكت الوصل و الوقف .لماذا السكت ؟ لبيان أن السورة انتهت و أن البسمله ليست آيه من السورة , طبعاً بخلاف حفص له السكتات الأربعة . عوجاًقيما , مرقدنا  هذا,من راق ,بل ران . ليوضح المعاني فإذن هو صحيح من حيث الرواية و من  حيث  الوجيه أيضا.

الفتح و التقليل و الإمالة:
ورش لا يميل إمالة كبرى إلا ها ( طه ). الفتح لغة أهل الحجاز , و الإماله لغة عامة أهل نجد من تميم وقيس و أسد .
- و هما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن الكريم .
اختلف بين العلماء هل الفتح هو الأصل و الإمالة فرع أم العكس , أم هما أصلا خلاف بين علماء اللغة .و الإماله الفتحه نحو الكسرة ,والألف نحو الياء ,فإن كان قليلاً فهو الصغرى , و إن كان كثيراً فهو الكبرى .

الراءات :
ورش يرقق لماذا ؟
القاعدة المعروفة اذا سبقت الراء المفتوحه أو المضمومة  سبقت بكسره متصله أو منفصله إلا أن يكون طاء أو ظاء أو صادا , إلا الأعجمي مثل إرم , لأنها لغه و قيل أن الغرض من الترقيق إظهار اللفظ و تقريب بعضه من بعض الأسباب المخصوصه , و هي أن تكون قبلها  ياء ساكنه أو كسره لازمه في كلمتها, أما المفخم فهو على الأصل, إذا الأصل هو التفخيم و الترقيق من أجل الأغراض المخصوصة.
تغلظ  بسبب المجاورة, لذالك نلاحظ أن  ورشا لا يغلظ اللام  المفتوحة إذا سبقت بفاء مثلا , يغلظ اللام اذا سبقت بصاد أو ظاء أو طاء مفتوحة أو ساكنة فبسبب هذه المجاورة  تأثرت اللام فغلظت  , لتقريب النطق  باللام من الحروف التي قامت بها الكلمه و كذالك لقربهما في المخرج.
باب الوقف على أواخر الكلم:
الأصل في الوقف هو السكون , بوقفه و عزله عن الحركة,  
أما بالنسبة لموضوع الروم ,فهو النطق بثلث الحركة بصوت خفي ضعيف للدلالة على الحركة إعراباًأو بناءً,ليبين الإعراب أو البناء, في المرفوع و المضموم و المجرور و المكسور , وقد يكون الوقف بالإشمام , وهو الإشاره من غير صوت , فهذا يسمى اشمام الإشارة .الهدف منه هو أن تجعل شفتيك على صورتهما, إذا بالضمة من غير صوت أصلاً,  ولا يكون إلا في المضموم والمرفوع ,أيضاً لبيان الحركة, حتى ان المشاهد القريب يتبين هذا و يستوضحه.

هاء الكناية :
 جاء فيها الخلاف على ثلاثة مذاهب , المنع مطلقاً, و الجواز مطلقاً , و بالتفصيل ,المنع قالوا طلباً للتخفيف , و الجواز قالوا على الأصل , وقيل المنع لخفاء الهاء دون غيرها ,

باب الوقف على مرسوم الخط :
-  هناك خمسةأقسام :-
إبدال, يعني نبدل حرفاً بحرف آخر , و نقف بالهاء على هاء التأنيث المكتوبه  بالتاء , طبعاً هذا ليس فيه صورة ورش . هذا في قراءة أبو عمرو و يعقوب و ابن كثير , لغة قريش رسمها تاء مبسوطه و مع ذالك نقف بالهاء .
- ورش يقف بالتاء على الأصل و على الرسم .
-القسم الثاني
- ليس لورش فيه أصل و يراعى فيه الأصل .
الاختلاف في الإثبات و الحذف , وذالك في هاء السكت و هذا ليس موجود عند ورش ..
-أيُه : في سورة النور و الرحمن و الزخرف , ورش يقف بالهاء لموافقة الرسم , و أيضاً تناسب قراءة ابن عامر الشامي .
-أيها : وردت في (153 موضع ) كلها أيها إلا ثلاثة مواضع كتب أيه لموافقة قراءة ابن عامر الشامي .لذالك نقف على الرسم أيهْ.
-أياما: الامام ابن الجزري أجاز لكل القراء أن تقف على أياً أو أياما. كلاهما صحيح , كذالك ( مال )  يصح أن تقف (ما)أو تقف ( مال ) صح لكل القراء . كان العلماء يقولون أن الأولى و الأظهر أن على اللام من (مال ) لانفصالها خطاً, و الأولى أن تقف عليها , كل هذا من وقف الاختبار .
-ويكَأن : طبعاً بالنسبة لورش مثل حفص مرسومه ويكأن , رسمها متصلاً بخلاف الكسائي و أبي عمرو.

ياءات الاضافة:
ياءات الاضافة كما نعلم  قلنا أن ورشا له الخلاف فيها اسكانا و فتحاً, هناك ياءات يُسكنها و هناك ياءات يفتحها ,
في الفتح و الاسكان لغتان و قالوا أن الأصل هو الإسكان , لأنه الأصل في البناء لأنها ياء مبنيه ساكنه , والفتح قالوا هو الأصل أيضاًلأنه اسم على حرف واحد وقوي بالحركة و يفتح بالتخفيف .

ياءات الزوائد :
فيها لغتان و هناك من يثبت وصلاً, ويحذف وقفاً,و هناك من يثبت وصلاً و وقفاً, و هناك من يحذف وقفاً و وصلاً , لغة هذيل كحفص يحذف وصلاً ووقفاً  تخفيفاً , أما ورش يثبت بعض الياءات وصلاً و يحذفها وقفاً . لماذا ؟ أولاً عندما يقف  يخفف فيحذف, وعندما يصل يبين أصلها فيثبتها, وهي أيضاً لغة صحيحة من لغات العرب , و إن كانت زائدة عن رسم المصحف و لكن أيضاًالاثبات وصلاً فيه مراعاة للأصل و الرسم . مثل كلمة (وعيد . و الذاريات ), فالإثبات وصلا يبين الأصل و الحذف يبين الرسم , عندما تصل بينت الأصل و لكن عندما تقف أظهرت أنها ليست  مرسومة .
و هاك ياءات تسمى زوائداً  لأن كن عن خط المصاحف معزلا ..

انتهت الأصول بحمد الله ...