السبت، 16 يوليو 2016

في الوقف والابتداء في القرآن الكريم-1

الوقف والابتدا في القرآن الكريم

كاتبة الموضوع : الأخت الفاضلة نادية فياض -وفقها الله-

بسم الله الرحمن الرحيم .
سنأخذ موضوعًا مهما جدا لِمَن يعلِّمون ويتعلمون القران، ألا وهو موضوع الوقف والابتداء . قال الناظم -رحمه الله- وبعد ما تحسن أن تجود لابد أن تعرف وقفا وابتدا.
وبعد تجويدك للحروف            لابد معرفة الوقوف .
وللعلماء مذاهب في الوقف والابتداء على رؤوس الآي، وسنأخذ بالرأي الراجح لعلمائنا ومشايخنا -حفظهم الله- وهو المذهب الرابع:
أن حكم الوقف على رؤوس الآيات كحكمه على غيرها مما ليس برأس آية؛ فحينئذٍ يُنظر إلى ما بعد رأس الآية من حيث التعلّق وعدمه، فإن كان له تعلّق لفظي برأس الآية، فلا يجوز الوقف على رأس الآية، وإن لم يكن له به تعلق لفظي جاز الوقف، ومعلوم أن التعلّق اللفظي يلزمه التعلق المعنوي لا العكس.
فالوقف والابتداء هوشرف العالم وزينة القارئ وحلية التلاوة وفهم التالي، (يعين على فهم التفسيروالتدبر)، وبلاغ المستمع (تبليغ رسالة). وسنشرع أحبتي في الله ومصدر الكلام هذا؛ التقرير الرائع للشيخ العالم إسماعيل الشرقاوي -حفظه الله-، ومن كتاب المكتفى لأبي عمرو الداني -رحمه الله- وأيضا نقلتُ مما سمعته من تسجيل الشيخ سعيد صالح زعيمة -حفظه الله- .

وسنبدأ من سورة الفاتحة باذن الله .
الوقف على آخر الاستعاذة تامٌ، وإن لم تكن من القران لكن نحن مأمورون بها. وعلى آخرالتسمية تامٌ. وعلى (مالك يوم الدين)، تام. و(إياك نستعين) تام، و(ولا الضالين) تام. ولانقف على أنعمت عليهم بل نوصلها بما بعدها .

(سورة البقرة) الآية (7): نقف على (سمعهم)، وقف لازم كاف، وقيل: تام لمن يقرأ (غشاوة) بالضم، لأن الختم يكون على الأسماع والقلوب، وبعدها نبدأ (وعلى أبصارهم غشوة) . الوقف على (بلى) كاف، والأولى الوقف بعدها إلا في أربعة مواضع:
1)    الانعام (أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا )، وشبيهتها:
2)    في الأحقاف
3)    وفي سبا: (قل بلى وربي)
4)    والتغابن (قل بلى وربي لتبعثن)
ففي هذه المواضع الأربعة نوصلها ومثلها في الآية: 260 البقرة: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )، نوصلها لأن إبراهيم عليه السلام لم يتردد.
الآية (83): (..لاتعبدون إلا الله) نقف وقف تام ثم نبتدئ: (وبالوالدين إحسانا)، بتقدير: واستوصوا بالوالدين .
في الآية (102): نقف على (على ملك سليمان)، ولانوصلها بـ (وماكفر سليمان ) حتى لاتصبح ما بمعنى الموصولة، فلابد من الوقف حتى تعطي معنى النفي . كما أن نهاية الآية (لو كانوايعلمون) نقف قبلها وقفا لازما، فيكون البدء ب(لوكانوا يعلمون).
*    وجاءت (لو كانوا يعلمون) معنا في سبع مواضع في القران الكريم، نظمها شيخنا الكريم إسماعيل الشرقاوي -حفظه الله- في البيت:
        (قِفْ لَازِمًا "لو كانوا يعلمون" ... عَنْكَبُ غُرَفِ زَهْرَا نِعَمُ نُونْ)

عنكب: (سورة العنكبوت)، غرف (سورة الزمر)، زهرا (البقرة موضعان 102,103)، نعم(سورة النحل)، نون (سورة القلم). وهناك موضع وحيد في سورة سبأ يجب فيه الوصل . ومثلها (إن كنتم تعلمون) أيضا نقف قبلها ونبدأ بها .

في الآية: (105)، (والله يختص برحمته من يشاء)، نقف وقفا تاما ثم نبدا (والله ذو الفضل العظيم) .
*    وهنا ملاحظة: نقف قبل (واللهُ) ونبدأ بها، مثلا: (والله غفور رحيم)، (والله ذو الفضل العظيم)، وهكذا. كما نقف قبل (إنّ) (الهمزة المكسورة والنون المشددة )، ونبدأ بها مثلا: (إنّ الله غفور رحيم)، أو (إن الله قوي عزيز)، وهكذا. أما كل (أنّ) و(أنْ) (الهمزة المفتوحة) تكون موصولة بما قبلها، ولايصح البدأ بها.

الآية: (125)، الوقف على (وأمنا) تام لمن قرأ (واتّخذوا) بكسر الخاء، أمّا من قرأ بفتح الخاء لايقف لأنها معطوفة على ماقبلها.
الآية: (165)، (كحب الله) نقف وقفا كافيا. (أشد حبا لله) تام .
الآية: (184)، (...فمن تطوع خيرا فهو خيرله وان تصوموا خير لكم) ونقف ثم نبدأ (إن كنتم تعلمون)، كما مرت معنا. وننتبه لانقف (فمن تطوع خيرا فهو خير له)، لأننا لا نبدأ (وأن تصوموا) بفتح الهمزة، ومرت معنا كل (أن) بفتح الهمزة موصولة .
الآية: (185)، نهايتها (ولعلكم تشكرون) موصولة بما قبلها.
*    ملاحظة: كل (لعلّ) موصولة في القران .
الآية: (217)، نقف وقفا لازما بعد (كبير). هنا الحديث عن المسلمين عندما وقع منهم خطأ القتال في شهر محرم ثم نبدأ بقوله: (وصد عن سبيل الله)، وهنا الحديث عن المشركين، وهنا ما أعظم وأخطر من القتال في الشهرالحرام وهو منع المؤمنين عن دين الله وكفرهم بالله وصدهم عن المسجد الحرام وإخراجهم من البلد.

بداية الآية: (229)، لانقف على (الطلاق مرتان)، وإنما نوصلها بما بعدها ليتم المعنى .
نهاية الآية: (219)، نوصلها بما بعدها ليتم المعنى (لعلكم تتفكرون في الدنياوالاخرة).
الآية: (271)، من قرأ: (ونكفر عنكم) برفع الراء سواء قرأ بالنون أو الياء وقف على قوله تعالى: (فهو خير لكم) وهو وقف كاف. ومن قرأ (ونكفر) بالجزم، لم يقف على (فهو خير لكم)، لأنها معطوفة.

الآية: (282) آية الدين، نقف بعد (فليكتب) ثم نبدأ (وليملل) لأن الذي يكتب ليس هو نفسه الذي يملل. ونقف على (شيئا) ، (وليه بالعدل)،(الاخرى),(اذا مادعوا),(اذا تبايعتم) ,(ولاشهيد)، (فسوق بكم) ,(ويعلمكم الله).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق